يعتبر كتاب جامع البيان في تفسير القرآن أو جامع البيان عن تأويل آي القرآن أو جامع البيان في تأويل القرآن من أكثر الكتب الإسلامية المعنية بعلم تفسير القرآن الكريم لدى أهل السنة والجماعة شهرةً، فقد يعتبره البعض المرجعَ الأول للتفسير بالمأثور، فيفسر الآية من القرآن بسرد أقوال الصحابة والتابعين بأسانيدها، ويضع عدة قراءات لكل آية ويرجح إحداها، ويذكر الأحاديث النبوية بأسانيدها، اضافةً للأحكام الفقهية. اما عن مؤلفه، فهو الإمام محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير الإمام أبو جعفر الطبري حيث سمي الكتاب نسبة لاسمه ب “تفسير الطبري”، وهو ما سنتحدث عنه في المقال.

من هو الإمام أبو جعفر الطبري

ان مؤلف كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب (224 هـ -310 هـ -839 -923م). هو مفسّر ومؤرّخ وفقيه، ولُقِبَه إمام المفسرين، منشأه عاصمة إقليم طبرستان، تنقل بين الري وبغداد والكوفة والبصرة، وسافر لمصر ثم الى الفسطاط وأخد من علمائها، ثم عاد ليستقر في بغداد، وتوفي في شوال من العام 310 هـ، ودفن ببغداد.

اقوال العلماء عن مؤلف كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن

 

قال  الخطيب البغدادي عن مؤلف كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن: «أنه كان حافظاً لكتاب الله، عارفاً بالقراءات، بصيرًا بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفُا بأيام الناس وأخبارهم»، رفض الخوض القضاء بعد ان عٌرض عليه، وله تصنيفات كثيرة,.

حيث يقول ياقوت الحموي: «وجدنا في ميراثه من كتبه أكثر من ثمانين جزءًا بخطه الدقيق»، ومنها: اختلاف علماء الأمصار، وهو اول كتبه، والذي قال عنه: «لي كتابان لا يستغني عنهما فقيه: الاختلاف واللطيف»، وكتابنا الذي بين ايدينا جامع البيان في تأويل القرآن، الشهير ب” بتفسير الطبري” وتاريخ الأمم والملوك، المعروف “بتاريخ الطبري” وتهذيب الآثار، وذيل المذيل، ولطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، بسيط القول في أحكام شرائع الإسلام، وكتاب القراءات، وصريح السنة، والتبصير في معالم الدين.

تأليف كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن

يروى ان مؤلف كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن الطبري كان يستخير الله في كتابته قبل ثلاثة سنوات، فيقول الخطيب البغدادي: «سمعت علي بن عبيد الله اللغوي يحكي: أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة.»، فعندما أراد أن يٌملي تفسيره قال لأصحابه: «أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ قال: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة. ثم قال: تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا: كم قدره؟ فذكر نحوا مما ذكره في التفسير، فأجابوه بمثل ذلك، فقال: إنّا لله ماتت الهمم، فاختصره في نحو مما اختصر التفسير.

يعتبر الطبري من أوائل من أفرد التفسير بالتأليف

ان مؤلف كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن هو الطبري واول من أملى عليه الطبري بتفسيره هو أبي بكر بن كامل سنة 270 هـ، ثم أبي بكر بن بالويه من العام 283 هـ إلى 290 هـ، حيث ذكر في النسخة المطبوعة من التفسير أنه: «قُرِئ على أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في سنة ست وثلاثمائة». ويعتبر الطبري من أوائل من أفرد التفسير بالتأليف، حيث جعله علماً قائماً بذاته، حيث يعد تفسير الطبري من أقدم كتب التفسير التي وصلت كاملة إلى عصرنا هذا، لذلك يُلقَّب الطبري بإمام المفسرين.

هكذا نرى ان مؤلف كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن هو الامام محمد ابن جرير المعروف بالطبري والملقب بإمام المفسرين.