لقد امرنا الله عز وجل ببر الوالدين، وقرن برهما بالتوحيد، وقرن الإشراك به بعقوقهما، وذلك يبين مدى أهمية بر الوالدين ومدى خطورة العقوق بهما، ونبهنا على الالتزام ببرهما ورضاهما عنا، وعدم اغضابهما او الاساء اليهما بأي شكلٍ من الاشكال، حيث نهى عن قول أفّ لأحدهما، وهي أصغر كلمة قد تقال في العقوق، قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا( وقال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).

ويجب علينا أن نأخذ إبراهيم عليه السلام قدوة لنا في بر الوالدين، فبالرغم من كفر وشرك والده ظل يدعوا والده الى عبادة الله تعالى، وعندما رفض والده أن يعبد الله تعالى، قال له، قال تعالى : (سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا)، وسوف نتحدث في هذا المقال عن حوار عن بر الوالدين.

كيف يكون بر الوالدين

يكون بر الوالدين من خلال العمل بالوصية الربانية التي وصانا بها الله تعالى في كتابه، حيث قال تعالى :(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)، وقال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، وقال تعالى: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)، وبذلك قد امر الله تعالى بالمصاحبة بالإضافة الى التقرب، وليس الطاعة المجردة فقط، قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الله في رضا الوالد، وسُخط الله في سخط الوالد)، ولقد جاء رجلٌ إلى الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يستأذنه للخروج معه للجهاد، فسأله الرّسول عليه السلام: (ألكَ والدان؟ قلت: نعم، قال: الزمْهُما فإنّ الجنّةَ تحت أرجلهما ).

صور بر الوالدين

من صور بر الوالدين ما يلي:

  • طاعتهما الا في معصية الله تعالى.
  • الانفاق عليهما وذلك واجبٌ علينا وليست منة.
  • الدعاء لهما في حياتهما وفي موتهما.
  • ادخال السرور الى قلبيهما ودخال الفرحة الى قلوبهم.
  • التنازل عن الرأي الخاص مقابل رأيهما، والتنازل الشخص لأجلهما.
  • التحدث معهما بأسلوب جميل ولين والتواضع لهما واحترامهما.

ثمرات بر الوالدين

ان المسلم إذا حرص على بر الوالدين حرصاً شديداً وسعى الى رضاهما، فإن ذلك يعود عليه بالكثير من الثمرات في الدنيا وفي الآخرة، ومنها:

  • يفوز برضا الله تعالى.
  • يكسب البركة وزيادة في الرزق وسعة في الذرية.
  • يكسب بر أولاده، فإن الجزاء من جنس العمل.
  • يفرج الله كربه ويزيل همه ويشفي مرضاه.
  • يرفع الله تعالى مكانته بين الناس.
  • يرفع الله مكانته في الدنيا والآخرة.

حوار عن بر الوالدين

سنذكر فيما يلي حوار يدور بين شخصين حول بر الوالدين وهو كالتالي:

يتناقش محمد وزميله حسن في موضوع بر الوالدين والذي اعطاهم إياه المدرس في المدرسة كموضوع تعبير وسيطلب منهم مناقشته في الفصل وهو كالتالي:

  • قال محمد: ان بر الوالدين يعنى به طاعة الوالدين والإحسان اليهما.
  • قال حسن: نعم يا صديقي، فإن الله سبحانه وتعالى قد امرنا بالطاعة للوالدين والسعي الى نيل رضاهم وبرهم، فهل تذكر بعض الآيات التي دعوا الى بر الوالدين؟
  • قال محمد: نعم أعرف، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) صدق الله العظيم.
  • قال حسن: أحسنت يا صديقي، فإن هذه الآية تحثنا على بر الوالدين والإحسان اليهما ومعاملتهم معاملة طيبة.

وفي الختام، نكون قد اوجزنا لكم أهمية بر الوالدين وذكرنا ثمرات بر الوالدين وعرضنا ايضاً حوار حول بر الوالدين وذلك يبين مدى أهمية بر الوالدين، ومدى أجره عند الله تعالى.