لقد عرف نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام الإحسان بأنه : ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وذلك يشير الى أن العبد يعبد الله على هذه الصفة وهي استحضار قربه وأنه بين يديه كأنه يراه، وذلك ما يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم، وذلك كما قال الحافظ ابن رجب رضي الله عنه، وبالإضافة الى أنه يوجب النصح في العبادة، وبذلك الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها.

وقد شرح لنا حديث رسولنا الكريم جميع معاني الخشية والمراقبة، وشرح ايضاً أحوال المسلم الظاهرة والباطنة، وكل ذلك يبين لنا مدى أهمية ثواب الإحسان، قال القاضي عياض رحمه الله: (وهذا الحديث قد اشتمل على شرح جميع وظائف العبادات الظاهرة بالإضافة الى الباطنة من عقود الإيمان وأعمال الجوارح، وإخلاص السرائر، والتحفظ من آفات الأعمال، حتى إن علوم الشريعة كلها راجعة إليه، ومتشعبة منه، وعلى هذا الحديث وأقسامه الثلاثة ألَّفْنا كتابنا الذي سميناه بالمقاصد الحسان فيما يلزم الإنسان إذ لا يشذ شيء من الواجبات والسنن والرغائب والمحظورات والمكروهات عن أقسامه الثلاثة والله أعلم). وسوف نتحدث في المقال التالي عن الإحسان وصوره وثوابه وثمراته.

ما هو تعريف الإحسان

لقد عرف نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام الإحسان بأنه : ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وذلك يشير الى أن العبد يعبد الله على هذه الصفة وهي استحضار قربه وأنه بين يديه كأنه يراه، وذلك ما يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم، وذلك كما قال الحافظ ابن رجب رضي الله عنه، وبالإضافة الى أنه يوجب النصح في العبادة، وبذلك الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها

ما هي صور الإحسان

إن من صور الإحسان ما يلي:

  • الإحسان في العبادة لله تعالى:

حيث قال صلى الله عليه وسلم عن الإحسان: (بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وبين لنا رسولنا الكريم أن مرتبة الاحسان درجتين، وهي أن مرتبة المحسنين على درجتين، الأولى (أن تعبد الله كأنك تراه) والثانية: أن تعبد الله لأنه يراك.

  • بر الوالدين والإحسان إليهم: حيث قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الاسراء: أية23). وذلك يدل على أهمية بر الوالدين والإحسان اليهما.
  • محبة الجيران والإحسان إليهم:

حيث قال صلى الله عليه وسلم: (مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت)، حيث يوضح الحديث الشريف أهمية الاحسان الى الجار واكرامه، وتحمل الأذى الذي يصدر منه والابتسامة في وجهه.

  • معاملة اليتامى والمساكين بإحسان:

قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ) (البقرة: 83)، حيث تدل الآية الكريمة على أهمية الاحسان لليتامى والمساكين والحفاظ على حقوهم والعطف عليهم ومساعدتهم.

ما هو ثواب الإحسان

إن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وللإحسان اجرٌ وثوابٌ كبير ويكون جزاء الإحسان كالآتي:

  • يحسن الله تعالى للمحسنين، حيث قال تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (الرحمن: آية60).
  • إن الله تعالى يحب المحسنين، قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
  • ثواب الإحسان يكون في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
  • يجزي الله المحسنين بالجنة ويبعدهم عن العذاب، قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

ما هي أنواع الإحسان؟

للإحسان ثلاثة أنواع وهي كما يلي:

  • الإحسان هو العبادة خوفاً من الله وطمعاً في رضاه، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ).
  • الإحسان هو العبادة شوقاً وطلباً لرضى الله تعالى وجنته، قال صلى الله عليه وسلم: (سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تعالى في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ: إمامٌ عدلٌ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ في المساجدِ، ورجلانِ تحابَّا في اللهِ، اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ، ورجلٌ دعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ، فقال: إني أخافُ اللهَ، ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ).

وقال:( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

  • الإحسان للجميع: فالإحسان يكون لجميع المخلوقات، للوالدين وصلة الرحم، وللضيف وللفقير وللحيوانات.

وفي نهاية المقال، نكون قد شملنا تعريف الإحسان وصوره وثمراته وذكرنا أهمية الإحسان للإنسان وللحيوانات.