استدل على ما يلي وجوب محبة النبي صلّ الله عليه وسلم، أُرسل رسول الله  -صلّى الله عليه وسلّم- لهداية الناس اجمعين في كافة بقاع الارض فكان هداية للعالمين, وهو آخر الانبياء والمرسلين, فدعانا لعبادة الله عز وجل وحده لا شريك له, وهدانا للإسلام, وعلمنا اصول وقاعد الحياة الاسلامية, فكان نعم القدوة صلى الله عليه وسلم.

فوجب علينا حبه وحب من يحبه واعلان العداء والكره لكل من يكن له مشاعر حقد او كره, فهو رسولنا الكريم الذي انتشلنا من الظلمات الى النور, ومن الضياع للطريق المستقيم, وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

نبي الله محمد صلّ الله عليه وسلم

هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب, ولد في عام الفيل يتيم الاب وبعد فترة ليست بطويلة ماتت امه ورباه جده عبد المطلب ثم عمه ابو طالب , نزلت عليه الرسالة وهو في سن الاربعين, وقد عانى كثيرا في بداية الدعوة الاسلامية وتعرض للأذى الشديد حتى محاولة قتله اكثر من مرة, وتحمل كثيرا من اجل الدعوة الاسلامية وهداية الناس للدين الاسلامي, وهو شفيعنا يوم القيامة؛ أفلا نحبه بعد كل هذا وننصره بكل ما لدينا من غالي ونفيس.

 

محبة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-

محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, تعني ميل قلب المؤمن إليه بحيث يصبح إيثار حبّه على كلّ ما سواه، وحتى النفس والاب والام ، فيصبح هم المسلم وفكره منشغلان بكل ما يُرضي الله ورسوله صل الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، لذا فإن محبة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من أَجَلِّ وأرفع أعمال القلوب، وهي دليل على كمال الإيمان.

 

وجوب محبة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-

وجبت  محبّة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- على كلّ مسلمٍ، فمن لا يحب سيدنا محمد ليس من ملة الاسلام ولا المسلمين. فقد وردت الكثير من الدلائل في القران الكريم والسنة النبوية على ضرورة محبة سيدنا محمد ووجوبها على كل مسلم, لقوله تعالى: (قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّـهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّـهُ بِأَمرِهِ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ), فهذه الآية دليل على وجوب محبة سيدنا محمد صلى اله عليه وسلم وعدم تفضيله على أي شيء كان.

وقال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ).

و قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ)، أي أنّ النسان منا لا يتم ايمانه الا بأن تكون محبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قلبه اكثر من أي محبة اخرى بعد محبة اله عز وجل. و عن عبد الله بن هشام قال: (كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شيءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ).

 

مظاهر حب رسول الله محمد صل الله عليه وسلم

تتمثل مظاهر محبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في

  • طاعته واتّباعه بكل ما يأمر به, فقال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ).
  • التأكيد على وجوب طاعته.
  • الاهتداء بهديه والحرص على اداء سنته،
  • تعظيمه وتوقيره. والحرص على عدم تجاوز حدود الله أو التقصير.
  • نصرته والدفاع عن سنته بكل ما نملك من غال ونفيس.
  • الاقتداء به.

 

وفي الختام نرى اهمية وجوب محبة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم, كون محبة سيدنا محمد من محبة الله عز وجل, فلا يعتبر العبد مسلما الا بمحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.